mercoledì 20 febbraio 2019

أشجار يابانية عتيقة "تتنبأ" بالمستقبل

إذا ما زرت الباحث الياباني تاكيسي ناكتسكا في مختبره بمدينة كيوتو شمالي البلاد، ستجد من بين محتويات المختبر، بقايا شجرةٍ عتيقةٍ للغاية تعود إلى ما بين 2800 إلى 3000 عام. انتشلت هذه البقايا التي تشبه قرصاً لامعاً بحجم صحن تناول العشاء وبلون حساء اللحم الدسم، من أراضٍ رطبةٍ وهو ما يفسر عدم تشوهها. وفي داخل هذا الجذع الموغل في القدم، تقبع أسرارٌ يمكن أن تساعدنا في التحضير للمستقبل.
وقد أمضى ناكتسكا - الخبير في "علم المناخ القديم" بأحد المعاهد اليابانية - العقد الماضي مع فريقٍ يضم نحو 70 باحثاً آخرين، في جهود تطوير وسيلةٍ جديدةٍ وغير مألوفةٍ، للكشف عن أنماط هطول الأمطار في العصور السحيقة، وتفسير تأثيرات ذلك على المجتمع. وقد وفرت نتائج دراساته أفكاراً ورؤى فريدةً من نوعها بشأن هذه الأنماط على مدار 2600 عام من تاريخ اليابان.
ومن خلال كشف النقاب عن المعلومات المختزنة بداخل أخشاب تلك الأشجار التي ظلت مُصانةً في الغابات اليابانية العتيقة، نجح الباحثون في التعرف على كميات الأمطار التي هطلت على مختلف أنحاء هذا البلد الآسيوي على مدى الـ 2500 سنة الماضية، وهو سجلٌ فريدٌ من نوعه.
وكشف الباحثون عن أن مقدار الأمطار التي تهطل على اليابان يتغير فجأةً وبشكلٍ حادٍ كل 400 سنة تقريباً، وهو ما يستمر لفترةٍ من الزمن. وفي تلك الفترات، تتناوب على البلاد عقودٌ تغمرها الفيضانات الناجمة عن الأمطار، وسنواتٌ أكثر دفئاً وجفافاً كذلك؛ كانت ملائمةً لزراعة الأرز. ومع هطول الأمطار أو انقطاعها يزدهر المجتمع الياباني أو يكابد المشقة والمعاناة.
ويشير ناكتسكا إلى أنه بغض النظر عن طبيعة ما ينجم عن هذه التغيرات، فإنها أحْدَثَت ضغوطاً هائلة على من عايشوها. وتكتسب هذه النافذة التي ننظر من خلالها على التقلبات المناخية التي حدثت في الماضي أهميتها من كونها تمنحنا مؤشراً على ما يمكن أن يكون مُدخراً لنا في طيات الغيب خلال السنوات المقبلة، خاصةً في وقتٍ باتت فيه أنماط الطقس حالياً تتحدى التوقعات الخاصة بها على نحوٍ متزايد، كما صارت الظواهر الجوية المتطرفة والقاسية تحدث بوتيرةٍ أكثر تسارعاً وعلى نحوٍ أشد حدة.
ويقول ناكتسكا في هذا الصدد إن الحياة الآن لا تختلف عما كانت عليه قبل ألفٍ أو ألفي عام، سواء من حيث كوننا نعيش دورات الحياة نفسها، ولا نزال نواجه التقلبات الكبيرة والضاغطة التي تحدث كل عدة عقود.
ويُكوّن هذا الرجل صورةً لما حدث في الماضي، بالاستعانة بعناصر من قبيل الحلقات التي تظهر على جذوع الأشجار المعروفة باسم "حلقات النمو"، والشعب المرجانية والرواسب وصواعد الكهوف. لكن الاستخلاصات الأخيرة التي يستعد وزملاؤه الباحثون حالياً لنشرها، تعتمد في الأساس على طريقةٍ جديدةٍ تستخدم النظائر الموجودة في الأخشاب لتقدير أنماط هطول الأمطار.
وتشكل منطقة وسط اليابان موقعاً مثالياً لإجراء دراسةٍ مثل هذه، بسبب كثرة أشجار الهينوكي التي تشكل نوعاً من أشجار السرو المُعمرة. وتتضمن الدراسة التي يجريها ناكتسكا بياناتٍ مستقاةً من 68 من هذه الأشجار. وأُخِذَت العينات التي استُمِدَت منها هذه البيانات، من أشجارٍ حيةٍ ومن جذوعٍ مدفونةٍ، ومن معابد مصنوعةٍ من الأخشاب، وألواح التوابيت الخشبية وغيرها. ويتراوح عمر كل هذه الأخشاب ما بين قرن و1000 عام.
وتساعد نسب نظائر الأكسجين الموجودة في "حلقات النمو" الموجودة في ثنايا جذوع الأشجار على ربطها بالظروف البيئية التي نمت في ظلها. ففي الأيام الجافة، تفقد الأوراق كميةً أكبر من المياه، وتزيد لديها نسبة هذه النظائر مُقارنةً بالأيام الأكثر مطراً، وهو ما يساعد على توفير معلوماتٍ عن الرطوبة النسبية في الغلاف الجوي.
وبفضل قواعد البيانات الخاصة بالأرصاد الجوية في العصر الحديث، تأكد الباحثون من أن هذه الطريقة قدمت قراءاتٍ دقيقةً لأنماط هطول الأمطار في فصل الصيف، حينما استُخْدِمَت مع الأشجار التي تناولتها الدراسة، وكانت لا تزال حيةً إلى وقتٍ قريب من أخذ العينة منها، مُقارنةً بسواها.
وتبين أن المؤشرات المرتبطة بتلك النظائر تشكل ما يمكن أن يُسمى "بصمات الزمن"، فكلٍ منها يرتبط بالسنة التي ظهر فيها لا غيرها. وقد استخدم الباحث الياباني القرائن والمؤشرات الأثرية والتاريخية لتحديد عمر هذه النظائر وربطها بأعمار الأشجار والظروف المناخية، ليتسنى له إعداد جدولٍ زمنيٍ متصلٍ ومتماسكٍ امتد من عام 600 قبل الميلاد إلى عام 2000، ما يوفر تسلسلاً زمنياً مُحكماً ودقيقاً.
ويقول ناكتسكا إنه على الرغم من الدقة البالغة التي تتسم بها التقديرات الناتجة عن اللجوء إلى هذه الطريقة، فإن استخدامها يتطلب كثيراً من الوقت والجهد مُقارنةً بما تستلزمه الدراسات التقليدية، التي تستخدم أسلوب "حلقات النمو".
وبينما استطاع الباحث الياباني أن يتعرف من خلال جدوله الزمني، على ما حدث كل نحو 400 عامٍ من زيادةٍ أو انخفاضٍ على نحوٍ غير منتظمٍ في معدلات هطول الأمطار؛ لم يكن بمقدوره أن يعلم عبر هذا الجدول أسباب هذه الأنماط المتذبذبة.
وتماشت التغيرات التي رصد ناكتسكا حدوثها كل بضعة عقود بشكلٍ كبيرٍ، مع ما أظهرته بياناتٌ أخرى مستقاةٌ من دراساتٍ تقليديةٍ استخدمت أسلوب دراسة "حلقات النمو".
وبالتعاون مع علماء الآثار والمؤرخين، تسنى لهذا الرجل كشف النقاب عن التأثيرات التي خلّفتها التغيرات التي حدثت في معدلات هطول الأمطار، في الأشخاص الذين عاشوا في الحقب التي شهدت تلك التقلبات.
وتبين على سبيل المثال أن أنماط سقوط المطر سواء على المدى الزمني القصير أو الطويل، توافقت مع الشعائر التي قادها كهنةٌ مشاهير في العصور الوسطى للابتهال إلى السماء من أجل نزول الغيث.
واتضح أن تطوير نظم ريٍ وأساليب تعاونيةٍ ينتفع من خلالها المزارعون بالمياه الجوفية بهدف تجنب خطر الجفاف، حدث في أوقاتٍ أظهر فيها السجل الذي أعده ناكتسكا، تدني مستوى هطول الأمطار. الأمر نفسه انطبق على الحقب التي شهدت ظهور سياساتٍ حكوميةٍ استهدفت إنقاذ الرعايا من الموت جوعاً خلال فترات المجاعة.
الأكثر أهمية من كل ذلك، أن التقلبات التي حدثت كل عدة عقود في أنماط هطول المطر، توافقت على نحوٍ منتظمٍ مع حلول الحقب والعصور المهمة في التاريخين الصيني والياباني.
وفي هذا الشأن، يقول كينيشكو باكاباياسي العالم في آثار عصور ما قبل التاريخ في إحدى الجامعات اليابانية إن علماء الآثار كانوا - في الفترة التي سبقت توصل ناكتسكا إلى طريقته التحليلية الجديدة - ينظرون إلى عملية تشكل الدولة في التاريخ الياباني، على أنها مرتبطةٌ في الأساس بمراحل التغير الاجتماعي.
وأضاف باكاباياسي - الذي يدرس توزيع مناطق إقامة الإنسان القديم حول مدينة أوساكا الساحلية - أن الأمر الآن اختلف إذ "صار بوسعنا فهم أن الفيضانات تشكل خلفيةً لمثل هذه التغيرات الاجتماعية".
فخلال ما يُعرف بفترة حكم "يايوي" التي امتدت بين عامي 1000 قبل الميلاد و350 ميلادية، تركزت غالبية المستوطنات البشرية التي أُقيمت قرب نهر يودو بوسط اليابان، في مناطق الدلتا منخفضة الارتفاع. وبدأت زراعة الأرز في تلك الحقبة وأصبحت ركناً رئيسياً من أركان الحياة. وشيّد الناس آنذاك منازل صغيرة تُسمى "لبداتٍ" للإقامة فيها بجانب الحقول الصغيرة التي يُزرع فيها الأرز. وكان هؤلاء الأشخاص يعمدون عند تغير مسارات المياه، إلى تغيير أماكن سكنهم ببساطة لتكون بالقرب منها، متجنبين بذلك حدوث أي اضطراباتٍ واسعة النطاق

martedì 15 gennaio 2019

جامعة الأزهر تخفف عقاب طالبة تبادلت الأحضان علنا مع صديق لها بجامعة أخرى

خففت جامعة الأزهر قرارا سابقا بعقاب طالبة، ظهرت في فيديو تحتضن طالباً، إلى الحرمان من دخول امتحانات فصل دراسي واحد، بدلا من الطرد من الجامعة.
وكان شيخ الأزهر قد طلب من مجلس تأديب الطلاب إعادة النظر في عقوبة الطرد مراعاة "لحداثة سن الطالبة ومستقبلها التعليمي" مطالبا المجلس بـ"أن يقوم بواجب النصح والإرشاد قبل اللجوء لفرض العقوبات".
وكان الفيديو، الذي ظهرت فيه الفتاة تحتضن الطالب بعد أن أهداها باقة ورد في حرم جامعة المنصورة، قد أثار جدلا وصخبا على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرته جامعة الأزهر "أمرا يتنافى مع أخلاقيات الجامعة والمجتمع وتقاليده"، رغم أن الواقعة جرت خلال وجود الفتاة خارج أسوار الجامعة.
وعقد مجلس التأديب الأعلى للطلاب بجامعة الأزهر جلسة طارئة لمراجعة العقوبة. وأكد في بيان أن الطالبة "أبدت أسفها الشديد عما بدر منها، وتعهدت بالالتزام بأخلاقيات طلاَّب العلم وقيم المجتمع".
وكانت جامعة المنصورة، والتي جرت فيها الواقعة، قد قررت حرمان الطالب الظاهر في المقطع المصور من الدراسة لمدة عامين.
و قال الطالب، الذي أشارت وسائل إعلام محلية إلى أنه يدرس بالسنة الأولى بكلية الحقوق بجامعة المنصورة، لبي بي سي :"أبلغتُ هاتفيا بهذا الخبر وأعتزم الطعن عليه".
وكان المتحدث باسم جامعة الأزهر، أحمد زارع، قد صرح لبي بي سي بأن مجلسا تأديبيا قرر فصل الطالبة، بعد إجراء تحقيق معها.
وأضاف أن الطالبة يجوز لها تقديم طعن ضد قرار فصلها أمام مجلس التأديب.
وقال زارع إن جامعة الأزهر مؤسسة دينية وتعليمية، ووصف ما فعلته الفتاة بأنه يتنافى مع أخلاقيات الأزهر وأخلاقيات المجتمع وتقاليده.
وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مقطع فيديو، يظهر فيه طالب وهو يقدم ورودا للفتاة التي فوجئت بالأمر ثم وقف الطالب واحتضنها.
وكان رئيس جامعة الأزهر، محمد المحرصاوي، قد وصف في تصريح صحفي ما فعلته الفتاة بأنه يعد "خروجا كاملا عن كافة القيم الأزهرية والمجتمعية والجامعية".
يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
التقى الرئيس العراقي برهم صالح يوم الاثنين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في أول زيارة رسمية له لبغداد منذ أكثر من عشر سنوات.
وعقد الطرفان اجتماعا ثنائيا أكدا فيه على عمق العلاقات التاريخية والأواصر المشتركة التي تربط العراق والأردن، وضرورة العمل من أجل الارتقاء بها وتطويرها بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين، حسب التليفزيون العراقي.
وأضاف التليفزيون أن صالح وعبد الله ناقشا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وتوسيع آفاق التعاون بما يضمن تحقيق المصالح المتبادلة.
وأكدا على أن "تكون بغداد وعمّان منطلقا لحوار جاد وبناء لإنهاء الأزمات التي تشهدها المنطقة".
كانت آخر زيارة للملك عبد الله للعراق في عام 2008، وكان أول زعيم عربي يزور بغداد بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين في أعقاب غزو قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.
ويشترك البلدان في شريط حدودي يمتد نحو 179 كيلومترا، ويعد الأردن من الدول الرئيسية المستوردة للنفط الخام العراقي.
وكان البلدان قد اتفقا في عام 2013 على مد خط أنابيب بطول 1700 كيلومتر يربط محافظة البصرة العراقية الغنية بالنفط وميناء العقبة الأردني. غير أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على نحو ثلث الأراضي العراقية حالت دون المضي في تنفيذ الخطة.
ووافق الأردن الشهر الماضي على إطار يهدف إلى إحياء المشروع، دون أن يحدد إطارا زمنيا لبناء خط الأنابيب.
كما ناقش البلدان خططا تهدف إلى استيراد العراق نحو 300 ميغاوات من الكهرباء من الأردن لمواجهة نقص الكهرباء المنتشر في شتى أرجاء البلاد.
وتحرص الولايات المتحدة التي تعتبر إيران ألد أعدائها في المنطقة، على قطع تلك الروابط.
وتفرض الولايات المتحدة حزمة عقوبات تصفها بأنه الأقسى على إيران. غير أنها منحت العراق استثناء مؤقتا في التعامل مع إيران بشأن واردات الطاقة، وحثت بغداد على إبرام شراكة مع شركات أمريكية بدلا من ذلك.
وقال عصام الفيلي، المحلل السياسي العراقي :"يتطلع الجميع إلى العراق كأرض خصبة تتطلب مزيدا من الاستثمارات من القوى الإقليمية والدولية."
وأضاف لوكالة فرانس برس للأنباء :"لدى الأردن رغبة حقيقية في مد خط أنابيب نفط من البصرة إلى ميناء العقبة لأنه سيلبي احتياجاته من الوقود".
وشهد العراق نشاطا دبلوماسيا كثيفا في الأسابيع القليلة الأخيرة، إذ قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بزيارة مفاجئة لبغداد في إطار جولته الإقليمية الأسبوع الماضي، تبعه وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، ثم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي زار بغداد الأحد.
كما وصل وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الاثنين إلى بغداد والتقى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
وقال فنار حداد، الخبير في شؤون العراق في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، إن موجة الزيارات تظهر "الميزة الرئيسية" للعراق.
وأضاف حداد لوكالة فرانس برس:"من إيران إلى الولايات المتحدة ومن المملكة العربية السعودية إلى تركيا ومن سوريا إلى قطر، يمكن للعراق أن يتحدث مع الجميع في منطقة تتعرض للعديد من التصدعات الاستراتيجية".
وقال :"أحد أشد التهديدات التي تواجه استقرار العراق اليوم هو خطر تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على حساب العراق"، مشيرا إلى أن ذلك يعوق خطط العراق لإعادة البناء بعد ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من البلاد قبل أن تعلن السلطات العراقية "النصر" على التنظيم.